يحتاج الطفل حديث الولادة دائماً إلى رعاية خاصة ودقيقة لحساسية جسمه الصغير وضعف مناعته، وتعتبر أمراض الورك من المشاكل الشائعة التي يتعرض لها العديد من حديثي الولادة وتزيد من أعباء الأم في الأشهر الأولى لطفلها، ومن هذه المشاكل حدوث إلتهابات جرثومية عند الطفل بسبب جرثومة تلقاها غالباً من غرفة العناية الحثيثة لحديثي الولادة في المستشفى، ومنها أيضاً نقص النمو التطوري للحوض وهو ما يعرف في مجتمعاتنا بـ"خلع الورك الولادي" حيث كانت هذه سابقاً تسميته العلمية قبل أن يتضح أنها تسمية خاطئة وتوحي بأمور غير موجودة، وهذا المرض غير مؤلم للطفل لكن على الطبيب أن يبحث عنه والمباشرة بعلاجه إن وجد، لأن التأخر في العلاج يؤدي إلى مشاكل أكبر قد تصل إلى ضرورة التدخل الجراحي.
ولتجنب ذلك يجب على الطبيب فحص الطفل حديث الولادة عدة مرات للتأكد من عدم إصابته بنقص النمو التطوري للحوض، على أن يكون الفحص سريرياً بعد الولادة مباشرةً ثم مرة أخرى بعد الولادة بأسبوع، وعند الأسبوع الثالث يجب فحصه بجهاز الموجات فوق الصوتية ومرة أخرى عند انتهاء الشهر الثالث.
وهذه الفحوصات المتكررة ضرورية جداً وعلى الأهل ألا يهملوها لأن هؤلاء الأطفال يولدون برخاوة مفصلية عامة، وبالنسبة للفحص في نهاية الشهر الثالث فهو مهم أيضاً لأن مفصل الورق قد يخلع بعد الولادة في أول ثلاثة أشهر، ولكنه غالباً لا يخلع بعد ذلك.
أما العلاج فيختلف حسب الحالة وعمر الطفل وقت اكتشاف المرض وله عدة مراحل، ومن أكثر أساليب العلاج استخداماً هو تركيب جهاز للطفل لفترة محددة، وإن لم ينجح ذلك يمكن تركيب "بنطلون" من الجبس أو التدخل الجراحي لتثبيت مفصل الورك.
وبشكلٍ عام يجب على الأم أن تنتبه لطريقة التعامل مع الطفل وحمله ونقله من مكان لآخر، وأن لا تقوم بشدّ الغطاء عند لف طفلها الصغير لأن ذلك قد يؤدي لحدوث خلل في نمو مفاصل الورك الذي يمكن أن يؤدي لاحقاً لمشاكل كثيرة منها والتسبب بالعرج. واختلاف في أطوال الأطراف والألم والتهاب المفاصل، ولا يمنع ذلك كله ضرورة الفحص الطبي المتكرر للتأكد من عدم إصابة الطفل بمشاكل الورك.