أكدت أخصائية علم النفس الألمانية إمكه هيردس أن الحدود الواضحة تعمل على تقنين سلوكيات الطفل، مشيرة إلى أن أفضل طريقة لوضع حدود واضحة في التعامل مع الطفل تتمثل في إملاء أوامر مقتضبة وواضحة عليه وعدم تكرارها له سوى مرة واحدة، مع اتخاذ قرار حاسم بعد ذلك، إذا لم يلتزم الطفل بتنفيذ الأمر.
وتضرب الخبيرة الألمانية مثالاً على ذلك بأنه إذا قام الطفل مثلاً بإلقاء لعبته في أحد أرجاء الغرفة، ينبغي على الأب أو الأم حينئذٍ نهيه عن تكرار فعل ذلك بأن يقولوا له مثلاً :”لا تُلق باللعبة مرة ثانية”.
وإذا عاود الطفل إلقاء اللعبة بعد مطالبة الآباء بالامتناع عن ذلك للمرة الثانية، أكدت هيردس أنه ينبغي على الآباء حينئذٍ التدخل على الفور وأخذ اللعبة من طفلهم، موضحين له موقفهم بأن يقولوا له مثلاً :”قد أمرتك مسبقاً ألا تُلق باللعبة، سأخذها منك الآن وسأعيدها لك ثانيةً بعد بضع دقائق”.
وأكدت الخبيرة الألمانية على أهمية أن يكون العقاب نتيجة منطقية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسلوك الخاطئ، الذي ارتكبه الطفل. وأوضحت هيردس ذلك بأنه إذا قام الآباء مثلاً بتهديد الطفل في المثال السابق بمنعه عن مشاهدة التلفاز بدلاً من أخذ اللعبة منه، فغالباً لن يُمكن للطفل فهم هذه العلاقة والربط بين الخطأ الذي ارتكبه بتكرار إلقاء اللعبة وبين معاقبته بعدم مشاهدة التلفاز؛ ومن ثمّ لن تُجدي هذه العقوبة في هذا الوقت نفعاً.
وأشارت أخصائية علم النفس الألمانية إلى أن الكثير من الآباء يخشون من أن يكونوا غير محبوبين لدى طفلهم، إذا ما قاموا بتقنين سلوكياته ووضع حدود له بصفة مستمرة. ولكن على العكس من ذلك فإن الأم، التي تضع حدوداً في التعامل مع طفلها، تُعد أماً حنوناً وترعى طفلها على النحو الأمثل؛ لأن وضع حدود منطقية أمام الطفل يُشعره بالأمان ويجعله مطمئناً بأن هناك شخص ما يوجهه ويقوّم سلوكه على الدوام.
منقول من موقع
http://www.a6fal.com/